Group T6B9E
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سورية.. وضرورة إيقاف شلالات الدم

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1سورية.. وضرورة إيقاف شلالات الدم Empty سورية.. وضرورة إيقاف شلالات الدم الجمعة أبريل 29, 2011 9:32 pm

capitano

capitano
الإدارة
الإدارة

[size=18]
زرت الشام ثلاث مرات، مرتين بصحبة عائلتي، ومرة بصحبة زميلي العزيز د. سعد العتيبي، فكانت كل زيارة تكتسب نوعاً من الأهمية، وفي كل زيارة أحزن وأفرح؛ أحزن من واقع الشعب المتردي وواقع الفساد الذي يطل برأسه منذ يطأ السائح قدمه على أرض سورية، وأفرح لأن في الشام مواطنين كرماء لا تزال فيهم عوائد العرب، ولأن في أرضها حضارة إسلامية، وطأها عشرة آلاف صحابي ــــ كما ذكره ابن عساكر وغيره ــــ ثم هي الأرض التي احتضنت مملكة بني أمية، وحضاراتها الشاهقة باقية إلى اليوم، من أمثال الجامع الأموي الذي بناه الوليد بن عبد الملك، وأيضا حضارات الأيوبيين والمماليك والعثمانيين وغيرهم، كقلعة الحصن في حمص، وقلعة صلاح الدين في ميسلون بالقرب من صلنفة، قريباً من اللاذقية التي تلتهب أرضها هذه الأيام، ومن ذا الذي لا ينعم بالشام وقد كانت مملكة الأئمة والعلماء، سواء كانوا قادة في الجهاد، أو قادة في العلم والفكر، من أمثال معاوية، رضي الله عنه، وصلاح الدين الأيوبي، وابن تيمية، وغيرهم من العمالقة الكبار، والذين هم موضع القلب في الحب والود.

لقد ورد في الشام عموما ــــ ومنها سورية وفلسطين ــــ فضائل عدة، جاءت بها السنة، أكثرها أحاديث ضعيفة أو موضوعة، ومنها أحاديث صحيحة، ومن أبرزها ما في صحيح البخاري عن ابن عمر ـــ رضي الله عنهما ـــ أن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: ''اللهم بارك لنا في شامنا''، وفي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان ـــ رضي الله عنه ـــ قال سمعت رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ يقول: ''ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق''، والمنارة هذه هي إحدى منائر الجامع الأموي، الضارب في أعماق الماضي، وهو أحد المساجد المهمة في التاريخ الإسلامي، ويقع بالقرب منه سجن القلعة الذي سجن فيه شيخ الإسلام ابن تيمية ومات فيه سنة 728هـ - عليه رحمة الله المتتابعة إلى يوم القيامة. وبالقرب من سجن القلعة جامعة دمشق، ومقابلها كلية الطب، وخلف مبنى الكلية يشمخ ثلاثة قبور، أحدها قبر شيخ الإسلام ابن تيمية، والثاني قبر أخيه، والثالث قبر العماد ابن كثير صاحب التفسير والتاريخ، وقد أحيطت قبورهم الثلاثة بسياج حديدي، وعليها حجر قديم محفور بأسماء هؤلاء الأعلام الثلاثة، وهذه القبور هي التي بقيت من المقبرة الصوفية، حيث اندثرت كلها ولم يبق منها إلا هذه الثلاثة! وليس عليها أي مظهر من مظاهر الشرك أو البدعة، وكأن الله تعالى حفظها من هذه المظاهر؛ تكريما لهؤلاء الأعلام المناهضين للشرك والبدعة، والداعين إلى السلفية النقية إبان عصرهم، في القرنين السابع والثامن الهجريين، وهكذا حفظ الله قبر العلامة ابن القيم من هذه المظاهر، فقبره في بوابة مقبرة الباب الصغير، وليس عليه أي مظهر من مظاهر الشرك أو البدعة، وقد كان رحمه الله معظماً للتوحيد والسنة، فكان خارج المقبرة التي فيها القباب، راقدا عند بوابتها من الخارج..!

وإضافة إلى الجامع الأموي، يوجد الجامع المبني في القرن الأول الهجري، حيث شيد في عهد عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه ـــ على أنقاض الكنيسة الرومانية إثر الفتح العمري لبلاد الشام، والمتربع الآن على ثرى مدينة حماه، وقد هدم إثر أحداث حماه (سنة 1982) كسائر المساجد والجوامع، ثم أعيد بناؤه لاحقا.

واليوم تعيد الأحداث الدامية في سورية المجازر التي ارتكبها النظام السوري في حماه في أول الثمانينيات الميلادية، حيث لم تسلم دور العبادة، وتمت تصفية عشرات الآلاف في ظرف أشهر قليلة، وراح ضحية تلك المجازر البشعة أطفال ونساء وشيوخ، واستأسد النظام حينها على أهل حماه.. حتى غدا النظام في صورة المحتل.. واليوم يعيد التاريخ نفسه، حيث تدخل دبابات الجيش مدينة درعا، من أجل قمع شعبها، وقد ظلت هذه الدبابات مختفية طيلة احتلال اليهود للجولان..!! فهل نحن الآن بصدد احتلال أوسع من الجولان..؟

إنه يجب على الدول والشعوب دعم الشعب السوري الأعزل، والذي يستهدف بآلة القمع الأمنية السورية؛ إذ إن الدعم للمظلوم المستضعف مما تقتضيه النخوة العربية، فضلا عما تقتضيه المسؤولية الدينية.

لقد سئم الشعب السوري من ممارسات نظامه الذي ضم إلى تردي الحالة الاقتصادية، والتضييق على الحريات، ضم إليها فتح المجال واسعاً أمام النظام الإيراني للعبث بالهوية السنية للشعب السوري، وقد أصبح الدفع إلى نصرة الشعب السوري سياسيا وإعلاميا ــــ كما أنه واجب ديني ــــ يحقق أمناً للهوية السنية في البلاد العربية، بل إن سقوط النظام السوري يمثل الأداة الأقوى لتحطيم أيدي وأرجل النظام الإيراني في المحيط العربي والإسلامي.

إن الدماء السورية عزيزة على كل مسلم، والهبة لنصرة المستضعفين بالسبل المتاحة شرعا وقانونا أضحت واجبة، ولا سيما على صناع القرار، والفرصة الآن قد لا تتكرر، وكما قيل، فإن الفرصة ذبابة.
بقلمـ]ــي ,,
كبيتــــانو ..

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى